الاثنين، 28 نوفمبر 2011

زخات المطر



تبعث السماء برسالة عشق للأرض كلما اشتاقت لها و طوقها البعد ..
    السماء تبكي هتاناً  طاهراً  أشبه بالتبريكات   المتساقطة على الأرض المشتاقة ...
الرمال ترتشف كل سطر من الرسالة فيتمازج حزنهما مع السعادة المُحْدَثَة نتيجة الالتقاء بعد طول غياب .


تعبق الدنيا بذلك المزيج غير الموصوف فلا نستطيع  مع ذلك  الموقف  سوى الابتسام .

مع المطر خلدت أول قصة حب
و ستخلد دوماً التالية ..

مع المطر تسكننا الرحمة...
 و جلالة الموقف تجبرنا على الصمت و التحديق في اللاشيء ...
اللاشيء يجلب لك كل ما خُزِنَ في الذاكرة فتركل تلك الحصيات التي لم يكن لها أي معنى سابقا و كأنك تلعن كل اللحظات التي ضَيَعْتَها في الحزن.

رسالة السماء تلك زخات من فرح بلا عِدَاءْ ... !!!
بلا اشتباه في أي شعور .. صفاء تام يدمر كل ما عُكِرَ بالنفوس الحاقدة .


تحت المطر تتجند الأرواح من جديد فلا نجد أنفسنا سوى مع من نحب .. عقلا , قلبا , او مكانا (إن كنا محظوظين )
تحت المطر تتذكر كل الأحاديث الجميلة التي قالتها لك يوم أنثى..  
تحت المطر يرسم بريق أخر  في أعيننا غير الذي عكس عن المياه .. فتجد البعض تدله عيناه على البكاء كسبيل لمحو الحزن.
تحت المطر كلنا ذلك الطفل الذي يريد الانطلاق و العبث بمكونات الأرض مرحاً .
تحت المطر يتبلل رداؤك ولا تبالي فما بعد الراحة شقاء..
تحت المطر تقص حكاياتك للشجر ولا تبالي... للحجر ولا تبالي ...
تحت المطر تظهر انت
..أنت وحدك دونما عوالم أخرى دونما أشكال مزيفة ..لا نقوش ولا زخارف ولا حتى تسريحة شعر مبتذلة ..لست سوى غيرك .

تنظر للماء المُعْلَنِ على صفحة الأرض ..و كأنه المرآة التي ستقول لك .. أنت الأجمل.
 تغمرك تلك اللمعة بحب الوجود مع انها ملطخة بالطين ؟!!!
أما رائحة المطر المعطر   
 فهي قصتي مع السرور منذ الأزل
تيقظ فيني الحياة بكل ما فيها من معانيٍ و جمال .
 سأكتفي بهذا القدر
 و لن أكمل مقطوعتي الغنائية فبعض الألحان تعزف هكذا بلا نوتات موسيقية . 

الجمعة، 25 نوفمبر 2011

١٤٣٢ و تستمر الحياة ..

هي الايام .. لا تبقى على حال واحد.


هي الايام تمضي و تمضي
و القلوب متقلبة بين إيمان و كفر اعتقاد ولا اعتقاد.


بين حب و كره ... بين سعادة و حزن..


هي ايام مضت حينما كنت في الثامنة عشر من عمري و دخلت اول دروب الحياة !.


هي ايام مضت و مضت وتحولت ذكرى..


ايام انصرفت حينما لم اتوقع انني سأستطيع النجاح في اختبار "الفيزكوم" و لكنني كنت اكبر من مجرد توقع ... و مضت و انصرفت تلك الايام.


سنة انصرمت حينما لم اكن اعلم كيف أدفن جرحي،
و أعيد كبريائي الى النور ... كنت اجهل مكامن القوة بداخلي .. حينما كنت تائهه لا اعلم من أنا و لا اعلم الى اين سأذهب ..
حينما دلوني على مرشدي
و عانقته بكل حب .. فلم يكن مجرد طموح بارد اعيشه كحالة من التخيلات بل اصبح الطموح بالغاً ، و ارتقى لمرتبة هدف ، دافع ، و قائد و الايام ما زالت تدففعني للإمام و تصفعني حتى أتوقف اذ ما تهورت.


ما تزعزع الخوف فيني أبداً ولم يمضي يوما في سبيله لكنه تطور و اصبح حاميا لي قُبِيلَ كل وقوع.


اِنتبذتُ اناس من عالمي و حل مكانهم آخرون..
و الحياة لم تتوقف ، لم تعلن عن تقهقرها او هزيمتها بعد.
اصبحت تشفع لي أخطائي و تنسيني الماضي حتى يكون المسير سهلا سلسا بلا اثار أقدام تقودني للوراء.


٣٦٥ يوماً كان في كل  يوم قصة جديدة .. و أسطورتي خلدتها في مدونتي وفي جرار الذكريات داخلي .


سنة من الإلهام ... سنة من الأحزان و ايام كنت فيها أسعد من اي وقت قد مضى.


مضى العام و أنا ادرس فنون الصبر و الطاعة..
وأنا اتعلم ان الأمر بيد الله ، و ان الرياح تجري بما لا تشتهي السفن،
و ان الأبدية كلمة مستحيلة طالما اننا ميتون فلا مجال للخلود.


مضى العام و أنا اجاهر بحبي في صمتي و اشاركني سعادتي غير المستمرة وحدي أنا و ابتسامتي.


و الحياة كلمة .. او كلمات قد تُــغيرنــا او تَتَـغيـرُ حينما نقولها او تـُغَير حينما تسمع .


و اليوم نودع السنة بلا انكسار ولا ندم بلا حسرة و لا دموع .. كل ما كان قد انتهى و كل ما قيل كتب في صفحتي .


اللهم أسالك المغفرة و أطلبك ان تجيرنا من النار و ان تصفح عنا زلاتنا .. اللهم امين .




١٤٣٢
و تستمر الحياة

الأحد، 20 نوفمبر 2011

أضعف الإيمان


اتابع نشرة الأخبار آملا في مشاهدة  انتصارا جامح .
 لاشيء سوى : "و كان عدد القتلى .. " و عدد الجرحى"
اشاهد الأحداث خائفة من المصير  , و سؤال يدور في ذهني بلا توقف .. الى اين؟ .. الى اين نحن ذاهبون ؟!!
حقا تعبت اعيوننا من مناظر الدماء .. و قلوبنا وجلة فليس هنالك اي طريق للهدى ..سوى السكوت و الإنتظار .
عندي يقين تام بأن الخير هو المنتصر دوما ,و أن الشر لن يدوم مهما طال الأمد .
عندي يقن بأن وعد الله حق و النصرة للمؤمنين
عندي أمل في غد افضل .. لكني شارفت على اليأس  :(
اصبح الناس منقادين مقلدين مجتمعين بلا اجتماع  ..
متفككين القلوب حتى و إن تشابكت اياديهم .


صورة العالم في ذهني تؤلمني بشدة ,  مخضبة بالسواد و التلوث ..
و الأراضي مليئة بالأجساد المتحللة ,
و الدماء قد غسلت ما تبقى من الفضاء .


 خط بجانبها ... لا تعليق ..
لا سعادة ..
ولا انتصار..
ولا انتصار  بحديث غير ذي منفعة,

 ماذا سنحكي غدا لأبنائنا قصة الصمت الطويل و الحق الذي لم نذكره  طوال السنوات الماضية   !!
ام قصة الثورة غير المنظمة غير المنتهية .

ماذا سأفعل غدا إن لم استطع انقاذ نفسي و عائلتي و بلدي و مجتمعي و عروبتي و ديني ...
سأتابع التلفاز.
 و ابكي و ابكي و ابكي
و لن اترك لدمعتي مجالا حتى تتبخر كل ما ذُكرت المعاناة و كلما شاهدتُ الدماء ..
ذلك لأن  أضعف الإيمان الإنكار بالقلب .

أمل ..    :)

يوما ما ستتحرر جمع القيود حتى يبلغ الإنتصار الحقيقي الذروة .. ذلك ما اتمناه حقا .
 سأنتظر .